الرياضة والموسيقى العلاجية

العلاج بالموسيقى

نحن نهتم بالموسيقى

من المثير للاهتمام معرفة أن أرسطو كان يعتبر الموسيقى أحد فروع الرياضيات، وقد قبل الفلاسفة الإسلاميون هذا الرأي، مثل ابن سينا الذي ذكر الموسيقى في قسم الرياضيات من كتاب “الشفا”. ولكن بما أن جميع خصائص الموسيقى ليست مسلمة وغير قابلة للتغيير مثل الرياضيات، بل يتدخل فيها ذوق وموهبة الملحن والعازف بشكل كامل، فإنهم يعتبرونها فنًا أيضًا. على أي حال، الموسيقى اليوم هي علم وفن واسع النطاق يحتوي على أقسام متنوعة ومتخصصة.
الموسيقى هي فن التعبير عن المشاعر بواسطة الأصوات، مما يؤدي إلى تحول في الكائن الحي. من أهم عناصر الموسيقى الصوت والإيقاع. في الواقع، علم الموسيقى يسبب انبساطًا وثورة في الروح، وهو فن ينشأ من تنظيم الأصوات وله علاقة بيولوجية وفسيولوجية بدماغ الإنسان.
الموسيقى هي حاجة معرفية يتم من خلالها تحقيق عالم من الجمال، الأسرار، الأصوات، التناغم، ووحدة الأجزاء، حيث يستمتع العقل بالدخول في صور جديدة، الإلهام، وخلق أفكار جديدة. الموسيقى، قبل كل شيء، هي حاجة عاطفية وإحساسية، حيث تحفز نظام العواطف في الدماغ بسرعة. إن استخدام الموسيقى لتوفير الصحة والارتقاء بها، خاصة في عصر يحتاج فيه الإنسان أكثر من أي وقت مضى إلى مواجهة ضغوط العالم الجديد المتنوعة والمعقدة، هو وسيلة لإعادة ربط الموسيقى بالاحتياجات الأساسية وإثراء نمط الحياة.

تاريخ العلاج بالموسيقى:

يعود تاريخ العلاج باستخدام الموسيقى تقريبًا إلى قدم الحضارة البشرية. الفلاسفة اليونانيون القدماء، مثل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، اعتقدوا أن الموسيقى قادرة على تسريع عملية الشفاء من الأمراض. حتى في العصر الحجري القديم، كانت الترانيم والحركات الإيقاعية موجودة في معظم الطقوس والمراسم. بشكل عام، جذور الموسيقى في شفاء المرضى قديمة جدًا.
ومع ذلك، لأول مرة في الأربعينيات من القرن الماضي، تم منح وثائق رسمية للمعالجين بالموسيقى، وفي الخمسينيات، تأسست “الجمعية الأمريكية للعلاج بالموسيقى” (AMTA) – وإن كان باسم مختلف آنذاك. ومنذ ذلك الحين، تم تقديم العلاج بالموسيقى كتخصص مستقل في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، ودخل الخريجون الذين يُطلق عليهم “المعالج بالموسيقى” (Music Therapist) إلى المجتمع وبدأوا العمل في المستشفيات والمراكز الطبية ومراكز إعادة تأهيل ذوي الإعاقة.

دور الموسيقى في إعادة تأهيل المعاقين ذهنيًا:

في هذا الأسلوب، يبدأ المعالج الجلسة بغناء (أو أنشودة)، وبعد أداء بضعة أناشيد، يطلب من المراجعين مناقشة المواضيع الموجودة فيها. بعد ذلك، يقوم المعالج، باستخدام الكلمات والعبارات التي تم التعبير عنها في المناقشة من قبل المشاركين، بتأليف أغنية مرتجلة ويغنيها كخاتمة نهائية للجلسة. تعتبر الأغنية الختامية بمثابة استنتاج إيجابي. يتم تطبيق أسلوب العلاج بالموسيقى هذا على شكل جماعي.

طريقة استخدام الموسيقى والتخيل الموجه:

يُستخدم هذا الأسلوب مع المراجعين الذين يعانون من مشاكل نفسية أقل ويسعون أكثر إلى تحقيق الذات والوعي الذاتي. في هذه الطريقة، يستمع المراجع، في حالة استرخاء، إلى نغمة موسيقية (وخاصة الموسيقى الكلاسيكية) وينخرط تدريجيًا، بمساعدة المعالج أو بدونها، في تخيل ذهني إيجابي. يعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي على المبادئ النفسية الإنسانية.

المنهج السريري لأورف شولفيرك (Orff-Schulwerk):

تم تطوير هذا الأسلوب باستخدام برنامج التعليم الموسيقي لكارل أورف، الموسيقار المعاصر الكبير، ويُستخدم في أمريكا، خاصة في العمل مع الأطفال المتخلفين عقليًا وأطفال التوحد. في هذا الأسلوب، يتم استخدام حركات الجسم، الإيقاع، الغناء، اللغة الموسيقية، وأدواتها، بشكل جماعي.
في المنهج السريري لأورف شولفيرك، يتم استخدام الثيمات (المواضيع) المتكررة بشكل خاص، ويعتبر الإيقاع هو نقطة البداية لتأليف الموسيقى. إن استخدام الآلات الإيقاعية مثل الطبل يثير حتى أكثر الأطفال اضطرابًا. يسعى هذا النهج السريري، من خلال التعليم خطوة بخطوة وعن طريق التقريبات المتتالية، إلى تقديم تعليمات عينية وملموسة لهؤلاء الأطفال.

دور الموسيقى في إعادة تأهيل ذوي الإعاقة الذهنية (بطيئي التعلم):

يعد الاستفادة من الموسيقى في إعادة تأهيل ذوي الإعاقة الذهنية فعالة للغاية، على الرغم من أن هذا الاستخدام نادرًا ما يكون هادفًا وله هيكل منظم. ومع ذلك، فإن المدربين الذين يعملون مع الأفراد الذين يعانون من إعاقة ذهنية، لأغراض تعليم الموسيقى من جوانبها العلاجية، من الأفضل أن يستخدموا آلات موسيقية يكون العزف عليها أبسط بالنسبة للأطفال وتجذبهم. تعتبر آلات أورف عادة الأنسب لتعليم الأطفال الاستثنائيين، بما في ذلك ذوي الإعاقة الذهنية؛ تتوفر هذه الآلات بأصوات متنوعة وأحجام مختلفة.

الأنشطة الموسيقية في دار الوحدة (خانه وحدت):

تُعد الأنشطة الموسيقية إحدى أهم طرق إعادة التأهيل والتعليم للأطفال المقيمين في هذا الدار؛ فعندما يغني هؤلاء الأطفال، يمتلئون بالحماس والقدرة. يمكن للنغمات والأصوات والحركات الإيقاعية أن تنشط قوة خيالهم وأحلامهم؛ فالإيقاع واللحن يقللان من قلقهم، ويزيلان عدم قدرتهم على التواصل مع البيئة المحيطة، ويجعلان آلام البعد عن المنزل وساكنيه أكثر احتمالًا بالنسبة لهم.

تطبيق الموسيقى في إعادة التأهيل:

نظرًا لأن معالجة الموسيقى في الدماغ تتم في مناطق مختلفة عن المناطق المشاركة في إدراك الأصوات الأخرى، بما في ذلك الكلام، فقد أصبح العلاج بالموسيقى اليوم علاجًا تكميليًا لإعادة تأهيل المرضى، مما يعزز مستويات التواصل والتنسيق الجسدي، ويؤدي إلى تحسين الوظائف العقلية والجسدية لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية واضطرابات في الكلام، والذين يعانون أيضًا من مشاكل عاطفية وجسدية. قد يكون العلاج بالموسيقى مفيدًا جدًا أيضًا في رعاية المعاقين الذين يعانون من صعوبات في التعلم الذهني أو اضطرابات في النطق والسمع. يساهم العلاج بالموسيقى في تحسين المستوى الصحي ورفع جودة الحياة في أماكن إقامة المعاقين.

تعريف وجوانب العلاج بالموسيقى

«العلاج بالموسيقى يتكون من تدخلات قائمة على الأدلة وعملية يساعد فيها المعالج، باستخدام الموسيقى وجميع جوانبها الفيزيائية، العاطفية، النفسية، الاجتماعية، الروحية، والجمالية، على تحسين الحالة الجسدية والعقلية والنفسية للشخص المستهدف.»

نقاط أساسية لتعليم الموسيقى للمعاقين ذهنيًا:

عند تعليم الموسيقى للمعاقين ذهنيًا، يجب الانتباه إلى عدة نقاط أساسية:

  1. القدرات الذهنية والظروف العقلية للمعاق الذهني.
  2. المحددات الحسية والحركية لديهم.
  3. عند تعليم الموسيقى للأطفال الاستثنائيين، من الأفضل استخدام الآلات الموسيقية التي يكون العزف عليها أبسط بالنسبة للمعاقين وتجذبهم.

أنواع البرامج في العلاج بالموسيقى (في جمعية الوحدة الخيرية):

في جمعية الوحدة الخيرية، تعتمد أنواع البرامج والأنشطة العلاجية بالموسيقى على نوع الاضطراب، النقص، والمشكلة التي يعاني منها المعاق الذهني. على سبيل المثال:

  • بالنسبة للمعاقين ذهنيًا الذين يعانون من مشاكل حركية، يتم التركيز بشكل أكبر على البرامج الإيقاعية التي تساعد في التحكم الحركي لديهم.
  • إذا كانت المشكلة الحركية مصحوبة بانقباض وتشنج عضلي، يتم اختيار إيقاعات وموسيقى هادئة، وبالتالي يتم تقوية التحكم الحركي.
  • أيضًا، المعاقون الأكثر انسيابية (الأكثر نشاطًا وحيوية) يحتاجون إلى برامج موسيقية لها خاصية التنفيس الخارجي (البرون‌فکنی) وتفريغ الانفعالات بشكل أكبر.

عادة ما تتكون جلسات العلاج بالموسيقى من مجموعات صغيرة متجانسة، وكلما كانت ظروف المشاركين متشابهة، زادت الأهداف والبرامج المشتركة، وهذا الأمر يساعد على زيادة التنسيق وتقوية المجموعة.

بالطبع يمكن وضع المعاقين ذهنيًا ذوي القدرات المختلفة في فئة العلاج بالموسيقى، ولكن المهم هو ألا تكون هناك فجوة كبيرة في مستوى الذكاء بينهم، ليكون هناك تنسيق أكبر في أداء التمارين والبرامج. يعتمد طول الدورة ومدة الجلسات على الأهداف العلاجية المنشودة ومشاكل الفرد. يكون عدد الجلسات العلاجية أحيانًا يوميًا وأحيانًا عدة جلسات في الأسبوع، وتختلف مدة كل جلسة حسب حالة ومزاج كل متعالج.

الرياضة

مفهوم الإعاقة وأهداف الرياضة للمعاقين

الإعاقة هي حالة تنطوي على مجموعة من العوامل الجسدية أو الذهنية أو الاجتماعية أو مزيج منها، والتي خلفت آثارًا سلبية على حياة الفرد. تسببت هذه العوامل في تعطيل حياته الطبيعية.

يؤمن أطباؤنا المتخصصون بضرورة أن يتمتع المعاقون بالحركة والنشاط البدني، وأن يرفعوا مستوى صحتهم البدنية العامة من خلال ممارسة أنشطة بدنية خفيفة.

أهداف ممارسة الرياضة للمعاقين:

  • منع تفاقم الإعاقة لدى المعاقين.
  • رفع مستوى الأمل في الحياة لدى الأفراد المعاقين.
  • المساعدة في إقامة علاقات صداقة مع المعاقين في الأماكن الرياضية.
  • زيادة العلاقات الاجتماعية والثقة بالنفس لدى الأفراد المعاقين.
  • توفير أماكن مستقلة للمعاقين لممارسة الرياضة.
  • إسناد مناصب إدارة المجمعات الرياضية للمعاقين أنفسهم.

فوائد الرياضة للمعاقين:

  • الحصول على عضلات وعظام أقوى 
  • تحسين التنسيق بين اليدين والقدمين
  • تقليل التوتر
  • تحسين المزاج 
  • الشعور بتحسن تجاه الذات 
  • زيادة الثقة بالنفس 
  • تحسين نوعية الحياة 
  • الوقاية من تطور المشاكل والأمراض
  • منع ظهور تقرحات الفراش 
  • أداء أفضل للجهاز الهضمي 
  • الوقاية من زيادة وهشاشة العظام 

فوائد الرياضة للمعاقين ذهنيًا:

  • تنمية القدرات الجسدية، الحركية، والذهنية لدى المستفيدين من الخدمات 
  • خلق أوقات الفراغ
  • تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المعاقين ذهنيًا 
  • دعم أسر المستفيدين من ذوي الإعاقة الذهنية الخفيفة
  • زيادة وعي الوالدين وإقامة التفاعل فيما بينهم
  • خلق الدافعية والبهجة في الأسرة ولدى الفرد المعاق